الرؤيه

كلمة المؤسس

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدالله الذي هدانا لهذا, وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله,

والصلاة والسلام على محمد نبي هذه الأمة, وهادي البشرية ... وبعد:


فلم يكن لهذا المتحف تخطيط مسبق ، وإنما هو عمل تلقائي تم تنفيذه ، في ظل دوافع ثقافية ذاتية ، وأفكار بدأت وليدة منذ أيام الصبا والشباب ، ثم أخذت تتبلور مع تقدم الحياة ، والاطلاع على منجزات الحضارات الكبرى ، التي أعجبت بها ، من خلال زياراتي المتوالية إلى مختلف بلاد العالم ، وبخاصة المتاحف والأماكن الأثرية والتاريخية.

وكان من أهم الأهداف التي حرصت على تنفيذها ، هو إحياء طبيعة الحياة الحلوة التي عشتها في "الحارة" ، و"منازلها" و"رواشينها" ، في جدة القديمة ، والتي كانت تقوم على المحبة والتكافل الاجتماعي بين أهلها ، والتي استمتعت بها وتربيت في ظلها ذلك لأني وجدت أن الثورة التكنولوجية الحديثة ، وزحف الأدوات العصرية ، قد طغت على الكثير من مميزات "الحارة" القديمة ، و"منازلها" و"رواشينها" ، كما طغت على الكثير من الأدوات التي كان يستعملها الإنسان العربي السعودي ، في حياته اليومية في البادية والحضر ، لأجيال طويلة مضت ، والتي كانت لها طبيعتها الجمالية والإنسانية ، وهذا هو تراثنا الذي يجب علينا أن نجمعه ، وأن نحافظ عليه ، معتزين به.

كذلك فإن تربيتي المنزلية وتعليمي ، والمناخ الذي أعيشه في وطني العظيم ، قد لفت نظري إلى عظمة الفن الإسلامي ، الذي اكتسب خلال عصور ازدهاره صفات عظيمة القيمة ، إلى الحد الذي أخذ يستلهمه الكثير من رواد الفن الحديث في العالم ، هذا الفن الذي كان دائما يستهدف سعادة الإنسان ، ورفع مستوى حياته اليومية ، وإعطائها مسحة الجمال والأناقة التي تثري هذه الحياة التي نعيشها.

ومن أجل كل ذلك ، ومن أجل إعجابي وتقديري لمنجزات الحضارات العالمية الكبرى ، كان لابد وأن ينتهي الأمر بأن يكون متحفي هذا ، متحف حضارة يشتمل على نماذج من منجزات أغلب الحضارات الكبرى ، منذ العصر الحجري حتى الآن ، إلى جانب إبراز عظمة الفنون الإسلامية ، لتأخذ مكانها الجديرة به في منظومة الفنون العالمية ، وهو أمر يتكامل مع إبراز أهمية وجمال التراث العربي السعودي.

وقد امتدت جهودي في تجميع مواد هذا المتحف ، أكثر من ثلاثين عاما ، وأقمت مباني هذه الأجنحة لتتوافق في عناصرها ، وطرزها ، مع فكرتي ، وأضفت إليها مجموعات من المآذن والقباب ، والعناصر المعمارية الأخرى ، المستمدة من مختلف البلاد الإسلامية ، وفي فناء المتحف ، حرصت على أن أزوده بعناصر رمزية ، كالبئر ، والسبيل والسلسبيل ، وواجهة الحصن ، والحارة والزقاق والأعمدة الحجرية والرخامية المحفورة ، والتي تحمل نصوصا خطية من القرآن الكريم ، والأحاديث النبوية الشريفة والحكم والشعر ، مظهرا فنون الخط العربي الجميل.

وخصصت للمسجد مكانه ، وللطراز العربي السعودي جناحا كاملا ، وللفنون الإسلامية جناحا آخر ، ثم عرضت نماذج من كل جميل ونادر من مختلف الحضارات العالمية القديمة والحديثة ، في جناح ثالث.

وبعد ، فإني أدعو الله سبحانه وتعالى ، أن أكون قد وفقت فيما سعيت ، ابتغاء مرضاته ، والإقرار بنعمته ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الرؤية


Word Of The Founder

In The Name Of Allah The Merciful

Vision